responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا المؤلف : عبد الرحمن محمود    الجزء : 1  صفحة : 268
فى أحد الأيام -- كان ذلك فى سبتمبر 1926 -- كنت أنا وإلسا نستقل مترو الأنفاق فى برلين، كنا فى الدرجة الأولى. وقعت عينى بالصدفة على رجل أنيق، يظهر أنه من رجال الأعمال، ويحمل حقيبة جميلة على رجليه، وبيده خاتم كبير الحجم من الماس!!! ولم يكن هذا المنظر للرجل غريبا فى هذه الأيام، وهو يعكس الرخاء الذى حل بوسط أوروبا، بعد سنوات التضخم التى قلبن الموازين رأسا على عقب. معظم الناس الآن يلبسون ثيابا جيدة، ويأكلون الطيب من الطعام، ولذلك فالرجل الجالس قبالتى ليسا بدعا فى ذلك. ولكنى عندما تحققت فى وجهه، وجدت الكآبة عليه! كان يظهر عليه القلق: وليس فقط القلق، بل التعاسة أيضا، عيونه تحملق إلى أعلى، وزوايا فمه تتحرك كأن به ألم ... ليس ألما جسمانى. وحتى لا أتهم بالوقاحة فقد صرفت عينى عنه، لتقع على سيدة أنيقة. فوجدت أيضا التعاسة على وجهها، وكأنها عانت من شئ ما، ولكن الإبتسامة على وجهها كانت ابتسامة متكلفة. وهكذا بلا وعى أصبحت أتلفت حولى فى الوجوه التى بالمقصورة، لأرى أن الغالبية من الوجوه، تعكس عن معاناة مخبوءة فى العقل الباطن لهم، وهم لا يشعرون بذلك.
فى الحقيقة كان شيئا غريبا بالنسبة لى! لم أر من قبل مثل هذا العدد من التعساء، وربما لأنه لم يسبق لى أن تفحصت مثل هذه الوجوه، لأجد هذه الظاهرة تصرخ بأعلى الصوت فى وجوههم. الإنطباع كان قويا داخلى، حنى أننى ذكرته لإلسا، والتى بدأت هى الأخرى تجول فى الوجوه التعسة بعناية، وهى الرسامة المتعودة على كشف تعبيرات الوجوه البشرية. التفتت نحوى مستغربة قائلة " أنت على حق، كلهم يظهر عليهم كأنهم يعانون من عذاب الجحيم ... أتساءل هل ياترى هل يدرون ما يدور فى أنفسهم؟

اسم الکتاب : رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا المؤلف : عبد الرحمن محمود    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست