اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 151
وسوى ابن شبرمة الضبي بين الخمر والنبيذ في السوء والحريم حيث يقول:
يا أخلاء إنما الخمر ذيب
وأبو جعده الطلاء المريب
فنبيذ الزبيب ما اشتد منه
فهو للخمر والطلاء نسيب
تأثير الخمر على الفضائل والأخلاق
...
تأثر الخمر على الفضائل والأخلاق:
وكما نتاول الفقهاء والعلماء تأثير الخمر ومضارها على العقل والدين والمال والخلق كذلك الأدباء فإنهم لم يغفلوا عن تصوير آثارها السيئة في أخلاق شاربيها وفقدانهم للعلاقات الاجتماعية التي تضمن لهم احترام الآخرين، فقد اشتهر المدمنون على الشراب بسوء العهد وقلة الحفاظ على العرض، كما اشتهروا بالغدر والفسوق وكل ذميم من الصفات والأخلاق يقول أحد الشعراء مصورا ذلك:
أرى كل قوم يحفظون حريمهم ... وليس لأصحاب النبيذ حريم
إذا جئتهم حيوك ألفا ورحبوا ... وإن غبت عنهم ساعة فذميم
إخؤهم ما دارت الكأس بينهم ... وكلهم رث الوصال سئوم
فهذا ثنائي لم أقل بجهالة ... ولكنني بالفاسقين عليم
وقد اتخذت التهمة بشرب الخمر وسيلة للتشهير بالخصوم السياسيين في العصر الأموي والعباسي. بل إن الأحزاب السياسية المناوئة للأمويين والعباسيين قد استخدمت فنون الأدب من شعر وقصة وسيلة للتشهير بالخلفاء والولاة واتهامهم بفساد السيرة، وقبح الأحدوثة وإدمانهم على الخمر والشراب، والكثير من هؤلاء الخلفاء والولاة برآء مما اتهموا به من خصومهم تدور حول هذا العصر حجة على سير هؤلاء الخلفاء والولاة.
وهذا الموقف يدل على ضخامة الجريمة التي يرتكبها مدمن الخمر في المجتمع الإسلامي.
اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 151