responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 147
وأسفر عنه، وكتب عمر إلى الآخرين بمثل ذلك فبرزوا، وكتب إلى الناس: "عليكم أنفسكم، ومن استوجب التغيير، فغيروا عليه، ولا تعيروا أحدا فيفشو فيكم البلاء".
وبمثل هذا الأدب العملي في الصدر الأول من تاريخ الإسلام كانت محاربة الخمر، فحيث لا ترعوي الأنفس بسلطان الدين، ويقظة الضمير، ومراقبة الله رب العالمين، تنزجر النفوس الجامحة، وتنخذل الأهواء النافرة بسلطان القانون وسلطة الشريعة الإسلامية التي تطبق على الناس سواء لا فرق بين حاكم ولا محكوم ولا سيد ولا مسود.

الأدب الإسلامي يصور يقظة ضمير المسلم في كراهية الخمر:
وقد حفلت كتب الأدب والتاريخ والتراجم بالنصوص الأدبية في العصر الإسلامي التي تصور يقظة الضمير المسلم، وتصور ماربى عليه المجتمع الإسلامي من كراهة الخمر والنفور منها، وتصور خطرها وتحذر منها.
ولعل من أوضح النماذج الأدبية التي تصور هذه اليقظة الإيمانية تلك القصة القصيرة في ألفاظها، القوية في دلالتها ومعزاها والتي تمثل للمسلم سبب تسمية الخمر بأم الخبائث.
وهي قصة مبتدعة لهدف إيماني خلاصتها أنه أتي برجل فقيل له:
إما أن تخرق هذا الكتاب، وإما أن تقتل هذا الصبي، وإما أن تسجد لهذا الوثن، وإما أن تشرب هذه الكأس، وإما أن تقع على هذه المرأة، فلم ير شيئا -كما ظن- أهون عليه من شرب الكأس، فشرب فوقع على المرأة وقتل الصبي، وخرق الكتاب، وسجد للصليب".
وحرص كتب الأدب على إبراز موقف الشعراء المؤمنين من الخمر كان إحدى الوسائل وأقواها على تربية الضمير الإسلامي وغرس كراهية الخمر والنفور منها، فقد روي أن الشاعر ابن أبي أوفى حين سمع نهي الله الناس عن الخمر، فقال ينهى قومه عنها:
ألا يا لقومي ليس في الخمر رفعة ... فلا تقربوا منها فلست بفاعل
فإني رأيت الخمر شينا ولم يزل ... أخو الخمر دخالا لشر المنازل

اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست