اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 141
والعيوب لأنها جماع الرذائل، وأم الكبائر، وليس غريبا بعد ذلك أن يأنف معاقروها من وصفهم بالسكر والإدمان، ومن أدلة ذلك أن شاعرا يدعى السرادق الدهلي، وكان مدمنا للشراب يعجز عن الإقلاع عنها قد مر بمجلس الأزد، وقد شرب فاختلفت رجلاه فقال شاب منهم: إنها لمشية سكران فأقبل عليه السرادق يقول:
معاذ إلهى، لست سكران يا فتى ... وما اختلفت رجلاي إلا من الكبر
ومن يك رهنا لليالي ومرها ... تدعه كليل القلب والسمع والبصر
معاقرتها صدت بعض أشراف العرب عن قبول الإسلام:
وقد صد الإدمان على الخمر في أول ظهور الإسلام بعض السادة الأشراف من عرب الجاهلية عن قبول الحق والأهتداء بنور الإسلام فماتوا على جاهليتهم، ومن هؤلاء الأعشى "الشاعر" ميمون بن قيس الذي ان يسمى "صناجة العرب" قال ابن قتيبة: "أدرك الإسلام في آخر عمره ورحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم، فقيل له: إنه يحرم الخمر والزنا، فقال: أتمتع منهما سنة ثم أسلم؛ فمات قبل ذلك بقرية في اليمامة".
الإسلام يحرم الخمر ويشتد في عقاب شاربها:
وحين أشرق نور الإسلام على العالمين، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وقد رفق الله بالناس فتدرج في تحريمها، فأنزل الله في الخمر ثلاث آيات الأولى قوله تعالى:" يسألونك عن الخمر والميسر، قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" (سورة البقرة من آية 219) فكان من المسلمين من شربها، ومنهم من تركها إلى أن شرب رجل فدخل في الصلاة فهجر فنزل قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} سورة النساء من الآية 43) ، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى: أن لا يقربن الصلاة سكران، وكان عمر رضي الله عنه كلما قرئت عليه الآيتان السابقتان كان يقول: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا حتى نزل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان}
اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 141