responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 140
وقوله:
فلا والله ألفى وشربا
أنازعهم شرابا ما حييت
أبى لي ذاك آباء كرام
وأخوال بعزهم ربيت
وممن حرمها في الجاهلية عبد الله بن جدعان وكان سيدا جوادا من سادات قريش من بني تميم. وروى في سبب تحريمه الخمر أنه شرب يوما مع أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر الجاهلي المشهور. فضربه على عينه. فأصبحت عين أمية مخضرة يخاف عليها الذهاب. فقال له عبد الله: ما بال عينك؟ فسكت، فألح عليه، فقال: أولست ضاربها بالأمس؟ فقال: أو بلغ مني الشرب ما أبلغ معه إلى هذا الحد، ثم دفع إلى أمية عشرة آلاف درهم، وقال: الخمر على حرام لا أذوقها بعد اليوم أبدا، وهو القائل:
شربت الخمر حتى قال صحبي
ألست عن السفاه بمستفيق
وحتى ما أوشد في مبيت
أنام به سوى الترب السحيق
وحتى أغلق الحانوت صحبي
وآنست الهوان من الصديق
قال أبو الفرج وهو يورد قصة عبد الله بن جدعان وتحريمه الخمر على نفسه في الجاهلية "إنه ما مات أحد من كبراء قريش في الجاهلية إلا ترك الخمر استحياء مما فيها من الدنس".

شاربوها يأنفون من وصفهم بالسكر:
ومما يلفت النظر في استنكار الأوائل للخمر واستهجانهم لشاربيها أن واضعي اللغة العربية قد سموا مشارب الرجل على الخمر نديما وما ذاك إلا لما رأوا في شربها من الندم، لأن شاربها إذا سكر تكلم بما يندم عليه، وفعل ما يندم علينه، فقيل لمن شاربه: نادمه، لأنه فعل مثل ما فعله فهو نديم له أي مشارك له في الندامة التي تدركه بعد صحوه، وسمي المعاقر لها مدمنا لأنه9 لزم عقر الشيء أي فناءه، وسمي عصير العنب إذا ترك حتى يخمر نبيذا لأنه ينبذ أي يترك حتى يدركه التعفن، وسميت الخمر بهذا الإسم لأنها تصيب العقل بالخمار وهو الغطاء الذي يستره، فلا عجب أن يترن الموصوف بها بكل النقائص

اسم الکتاب : دور الأدب في مكافحة الخمر بين الجاهلية والإسلام المؤلف : محمود محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست