اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 65
أشبهت الأمواج في حجمها الجبال، يقول تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} [1]، وعامت السفينة بركَّابها محوطة بعناية الله، قال تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [2]، وهلك الكفار بالغرق، ونجا نوح -عليه السلام- ومن كان معه في السفينة, قال تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [3]، وبعدها عادت الأمور إلى طبيعتها. قال العلماء: إن السفينة استمرت عائمة فوق الماء مدة ستة شهور[4]، وكان أمر الله للماء، كما قال تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [5].
وهكذا كانت عاقبة الضالِّين، أما نوح -عليه السلام- ومن معه، فقد نجاهم الله كما قال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} [6], وصدق وعد الله تعالى. [1] سورة هود آية: 42. [2] سورة القمر آية: 14. [3] سورة الأنبياء آية: 77. [4] بصائر ذوي التمييز ج6، ص30. [5] سورة هود آية: 44. [6] سورة العنكبوت آية: 15. النقطة الثالثة: ركائز الدعوة في قصة نوح عليه السلام
مدخل
...
"النقطة الثالثة": "ركائز الدعوة في قصة نوح, عليه السلام"
استغرقت دعوة نوح قومه زمانا طويلا، عاشته أجيال متعددة، وهذا يعطي الدعوة والدعاة فوائد عديدة؛ لأن التجربة إذا تكررت ثبتت، والنتيجة الواحدة لأعمال كثيرة برهان على أن هذه النتيجة نتاج طبيعي للأعمال ولمن يقومون بها، وإن فعلوها مرات ومرات.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 65