اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 60
"النقطة الأولى": "التعريف بقوم نوح"
طال الزمن بعد آدم، واستمر الناس على الحق عشرة قرون، وبعدها حدثت أمور أدت إلى أن يعبد الناس الأصنام المعروفة: ودا، وسواعا، ويغوث، ويعوق، ونسرا.
"يروي البخاري بسنده عن ابن عباس أن هذه أسماء رجال صالحين بين آدم ونوح عليهما السلام"[1]، "وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتادون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم، ويسقون المطر بهم؛ فعبدوهم"[2].
وقد تفنن الناس في عبادتهم للأصنام، فصنعوا على صورتها الأوثان العديدة، وانقسموا إلى طوائف، وجماعات، حيث عبدت كل طائفة صنما معينا، واتخذت صورا عديدة لعبادته[3].
ووجد في قوم نوح الأغنياء، وهم الملأ الذين تمتعوا بمستوى فكري متقدم، مكنهم من الجدل والحوار، وجعلهم يتيهون به استعلاء وتكبرا، وتصوروا بسببه أنهم أعظم من الفقراء شأنا، ومقاما.
كما كان في قومه -عليه السلام- الفقراء، ويبدو أنهم كانوا يعملون في خدمة الأغنياء في ضعف وهوان؛ ولذلك أسرع بعضهم إلى الإيمان برسالة نوح -عليه السلام- حين دعاهم إلى الإيمان، وهم الذين سماهم الملأ بـ "الأراذل". [1] صحيح البخاري ج8، ص667, باب ود وسواع, ونصه: "كانت أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا ... ونسخ العلم عبدت". [2] تفسير فتح القدير ج5، ص300. [3] انظر تفسير الخازن ج3، ص229.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 60