اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 58
حتى جاءهم نوح عليه السلام ... وإن اعتبرنا القرن جيلا كمعناه الوارد في قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ} [1] تكون الفترة آلاف السنين وشيث -عليه السلام- أحد أبناء آدم، وشيث معناه هبة الله، عهد آدم إليه وولاه أمر أبنائه، وأحفاده، وهو نبي بنص حديث ابن حبان[2], وأنزل الله عليه خمسين صحيفة, وقيل: هي المرادة من قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى} [3].
و"إدريس" -عليه السلام- نبي الله، يقول الله تعالى عنه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [4]، فقد أثنى الله عليه، ووصفه بالنبوة والصديقية، وبين علو منزلته، وفي حديث الإسراء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر عليه في السماء الرابعة[5].
والمكان العالي الذي تتحدث عنه الآية قيل: هو الجنة، وقيل: هو السماء الرابعة.
والمرفوع قيل: عمله -عليه السلام- وقيل: ذاته, حيث رفع قبل موته ثم مات بعد رفعه، وقيل: بل رفع بعد موته.
وكل هذه الأقوال معانٍ تحتملها الآية، فليس بعضها أولى من بعض.
ومن المعلوم بالضرورة أن شيثا وإدريس -عليهما السلام- دَعَوَا إلى توحيد الله، وإلى عبادته، وإلى التمسك بهديه وسبحانه وتعالى[6]. [1] سورة الإسراء آية: 17. [2] البداية والنهاية ج1، ص98. [3] سورة الأعلى آية: 18. [4] سورة مريم آية: 56, 57, وسمي عليه السلام بإدريس؛ لمدارسته العلم. [5] صحيح البخاري بشرح العيني, باب ذكر إدريس عليه السلام ج15، ص224. [6] اكتفيت في العنوان بـ "إدريس" عليه السلام؛ لأن القرآن الكريم تحدث عنه، ولم يتحدث عن شيث عليه السلام.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 58