اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 53
فقدم كل منهم قربانه، فقبل الله قربان هابيل، ولم يتقبل قربان قابيل، فقال قابيل لأخيه: {لَأَقْتُلَنَّكَ} .
فرد هابيل عليه: {قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [1].
هذا الحوار يبين نفسية كل منهما، فقابيل يهدد بالقتل، ويؤكد تهديده به بعدما تمكن الحسد والحقد منه ... فيرد عليه هابيل بأسلوب هادئ متسامح، يوضح فيه ضرورة التقوى لقبول الأعمال، ومن أساسيات التقوى الخوف من معصية الله والتسامح، وعدم التعدي على الغير، وترك كل ما يؤدي إلى عذاب جهنم.
وهنا يجد إبليس فرصته فيزين لقابيل قتل أخيه، ويعرفه بكيفية القتل، ويسهل له تنفيذ عملية القتل، فيقتله، وبذلك أصبح من الخاسرين، النادمين ... وتعلم قابيل من الغراب أيضا كيف يدفن أخاه في التراب فقام بدفنه[2].
ودون القرآن قصة ابني آدم؛ ليعلم الإنسان أن إبليس يترصد به وسوسة، وغواية، وإضلالا، وليعمل الإنسان على تقوى الله وطاعته، ويبتعد عن الحقد والحسد؛ لأن كل شيء بقدر الله، ولا يقع في ملكه إلا ما أراد.
إن قوة الإيمان تضعف الشيطان، وتعجزه عن إيذاء المؤمنين بفضل الله تعالى. [1] سورة المائدة الآيات: 27-29. [2] تفاصيل القصة موجودة في كتب التفسير والتاريخ.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 53