responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 519
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، وكأن مقتضى الإيمان يستلزم التمسك بالطيب الحلال والبعد عن الخبيث المحرم.
وهكذا جمع شعيب عليه السلام في أول دعوته بين المناداة بالتوحيد والمناداة بالأخلاق كسائر الرسل عليهم السلام.
ولوط عليه السلا" يبدأ دعوته بأن يستنكر على قومه مفاسدهم، فطالبهم بتنقية أخلاقهم، مع مطالبتهم بالتوحيد، ذلك لأنهم كما ذكر صاحب قصص الأنبياء كانوا قد ابتدعوا من المنكرات ما لم يسبقهم إليه أحد من خلق الله، حيث كانوا يأتون الذكران من العالمين، شهوة من دون النساء، ولا يرون في ذلك سوءا، أو قبحا، فيعلنونه، ولا يستترون[1]، فهم في هذا الباب فريدون لا سابق لهم، وقد بين الله لهم هذه الحقيقة بقوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [2]، فهم يعلنون الفاحشة الظاهر قبحها من دون سائر الناس ولا يرتدون أبدا، ولقد وصفهم لوط بسبب هذا بصفات عدة، إنكارا منه لعملهم، وتوجيها لهم إلى الخير.
فسألهم -أولا- على وجه الإنكار وقال لهم: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} [3].
ووجههم -ثانيا- إلى وجوب التسامي بغريزتهم، وببذلها في حلال وطهر. ذلك أن الشهوة إن بذلت في موضعها المشروع فهي صفة حسن، وإن بذلت في غير المشروع فهي فحشاء وصفة قبيحة، وقد أراد عليه السلام أن يعودهم التسامي بالشهوة، وينتقلوا بها من الفحشاء، إلى الحسن، فقال لهم عند حضور أضيافه وقد أرادوا الاعتداء عليهم، قال لهم: {بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم} [4]، يقصد عليه السلام أن يتزوجوهن

[1] قصص الأنبياء ص113.
[2] سورة العنكبوت آية "28".
[3] سورة الشعراء آية "165".
[4] سورة هود آية "78".
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 519
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست