اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 510
ويوسف عليه السلام يقول لربه: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [1].
وسليمان يرسل إلى بلقيس قائلا: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [2]، فلما أسلمت قالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [3].
وإبراهيم عليه السلام: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} [4]، وحواريو عيسى قالوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [5].
ولا غرابة في هذه التسمية لأنها تتفق مع مفهوم العبادة في كثير من الجوانب إذ الأصل اللغوي لمادة الإسلام تحتمل معاني ثلاثة:
أحدها: الانقياد والمتابعة، وفي الحديث: "أن الله أعانني عليه حتى أسلم" [6]، أي انقياد لي وكف عن وسوستي، وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} ، أي لا تقولوا ذلك؛ لأنه صار منقادا لكم ومتابعا.
والثاني: السلامة والأمانة، قال الأزهري: المسلم من دخل في باب السلامة.
والثالث: قال ابن الأنباري: المسلم معناه المخلص لله في عبادته[7]، فالإسلام هو الإخلاص لله في عبادته.
هذه المعاني المحتملة من لفظة الإسلام، هي نفسها المعاني المستفادة من العبادة لأن العبادة فيها انقياد كامل لله، وإخلاص للمعبود، عن رغبة مستلزمة للأمن والسلامة [1] سورة يوسف آية "101". [2] سورة النمل آية "31". [3] سورة النمل آية "44". [4] سورة آل عمران آية "67". [5] سورة آل عمران آية "52". [6] صحيح مسلم ج17 ص157 بشرح النووي. [7] مفاتيح الغيب ج2 ص638.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 510