اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 51
فلجأ -ثالثا- إلى اليمين، قال تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [1]، وضمن يمينه بمؤكدات تبين صدقه في النصح، وأمانته في الحديث، قال قتادة: "حلف لهما بالله تعالى حتى خدعهما، فقال: إني خلقت قبلكما، وأنا أعلم منكما، فاتبعاني أرشدكما"[2]، وتصور آدم أن أحدا لا يقسم بالله كذبا فأطاعه، وأكل من الشجرة، وبذلك تمكن إبليس بخداعه من إنزالهما من طاعة الله إلى معصيته، ودلاهما بغرور حتى صارا في مرتبة العصاة الظالمين.
وحينئذ كشف الله سترهما، وظهرت عورتهما، وأخذا يسترانها بورق شجر الجنة, قال تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [3]، فغفر الله لهما وقبل توبتهما, قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [4]، وبعد ذلك أمر الله آدم وحواء أن يخرجا من الجنة، ويعيشا في الأرض حيث الكدح، والعمل، والمواجهة المستمرة مع إبليس وجنوده، مسيرة الحياة الدنيا بما فيها من خير وشر، وبما يتخللها من صراع ونزاع، وليحمل آدم -عليه السلام- مسئولية الخلافة في الأرض، وهي المسئولية التي خلق الله لها الإنسان، يتوارثها جيلا بعد جيل. [1] سورة الأعراف آية: 21. [2] تفسير ابن كثير ج2، ص206. [3] سورة الأعراف آية: 23. [4] سورة البقرة آية: 37.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 51