اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 477
ثانيا: كلمة الله
يقول النصارى إن المسيح كلمة الله تعالى كما جاء في القرآن الكريم، يقول تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [1] ... إلا أنهم يقولون إن الكلمة جزء من الذات الإلهية، ولهم تصوراتهم في التقاء كلمة الله بجسد الإنسان، حيث اتحدا في ذات واحدة.
وهذا كلام لا يصح؛ لأن الله قديم بذاته، وصفاته، وأفعاله، وليس مركبا من أجزاء، ولا ينقسم إلى أجزاء، وكلامهم في اتحاد اللاهوت بالناسوت، قائم على التركيب، والأجزاء، وهذا لا يليق بالله تعالى.
وأيضا فإن الكلمة التي حملها جبريل هي "كن" فكان عليه السلام ... [1] سورة آل عمران آية "45". ثالثا: عيسى روح الله
...
ثالثا: عيسى عليه السلام
يقول النصارى إن المسيح روح الله، لقوله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [1] ويريدون بالروح جزءا من الله تعالى.
وهذا كلام لا يصح؛ لأن الروح تعني النفخة التي نفخها جبريل بأمر الله تعالى في درع مريم ... وتأتي بمعنى رحمة الله، وأضيفت الروح إلى الله للتشريف والتكريم.
وعلى الجملة فإن الله إله واحد، والمسيح رسول الله، وأمه صديقة عذراء، يقول تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [2]. [1] سورة النساء آية "171. [2] سورة المائدة آية "75".
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 477