responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 46
برفضه أمر ربه، وأصابه الكبر والغرور، بتصوره أنه يتميز عن آدم، حيث تصور تميز النار التي خلق منها على الطين الذي خلق منه آدم، وقال ما حكاه الله عنه بقوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [1]، وتساءل منكرا متكبرا: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [2].
وتصور إبليس شرف النار على الطين باطل، فإن الطين يتميز بالرزانة، والثبات، والنمو، والأناة، أما النار ففيها الطيش، والخفة، والإحراق، والسرعة، وفي الطين استمرارية وخضوع، وفي النار فناء واستعلاء.
ويكفي آدم شرفا على إبليس إن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وهل مع النص اجتهاد؟؟؟
لم يرتض إبليس بمقام آدم, فأبى واستكبر، فأخرجه الله من الجنة قائلا له: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [3].
خرج إبليس من الجنة ذليلا، طريدا، يتملكه الحقد، وتقوده العداوة لآدم وذريته؛ ولذا طلب من ربه أن يؤجل عقوبته إلى يوم القيامة؛ ليعمل طاقته في الإضرار والإفساد حيث قال: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [4].
ولحكمة أرادها الله -سبحانه وتعالى- أجاب طلبه, وقال له: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [5].

[1] سورة الأعراف آية: 12.
[2] سورة الإسراء آية: 61.
[3] سورة الأعراف آية: 13.
[4] سورة الحجر آية: 36.
[5] سورة الحجر الآيات: 37, 38.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست