responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 443
إن حضارة سليمان -عليه السلام- قامت على توحيد الله تعالى، وكان كل كائن فيها يقوم بواجبه في إطار عبوديته لله رب العالمين.
وهناك فرق واضح بين حضارة تقوم على أساس ديني، وأخرى تغايرها، ويكفي أن نعلم أن الحضارة الدينية، تتقدم في إطار التعاليم الربانية، وتنسجم مع الشريعة الإلهية، وتصير عاملا في تقوية، وإحياء الأخلاق الإنسانية، النبيلة، ولذلك فإنها حضارة تعيشها أمة مؤمنة صالحة.
أما الحضارات المادية، فإنها تعمل في خدمة الشيطان، تسوء فيها الأخلاق، وينتشر الإنحلال والشذوذ، وتعم المظالم، ويصير الشر والعدوان سمة لأفراد هذه الحضارة، قد يتقدمون علميا، لكنه علم ينتج أسلحة الدمار، ووسائل الفتك، وقد ينالون مالا، لكنه لاستبعاد الآخرين.
فعلى مدار التاريخ وجدت حضارات عديدة ظالمة كحضارة عاد، وثمود، ولكنها بادت، واندثرت، وسوف تتبعها حضارات أخرى لعدوانيتها، وظلمها.

الركيزة الثانية: أثر القادة في توجيه الرعية
عندما يصلح القائد، تصلح رعيته، ولذلك كان اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم، بعلية القوم، ليؤمن بإيمانهم من وراءهم.
وللقادة في أممهم تأثير كبير، ويرجع كفر من كفر في الأمم السابقة إلى الملإ منهم؛ إذ كان الملأ دائما يتصدون للدعوة الدينية، ويحاربون الرسل، ويصدون الناس عن سبيل الله، وقد كان لقيادة داود وسليمان -عليهما السلام- لمملكتهم أثر في إيمان الناس، وكافة منسوبي المملكة، وكان كل من فيها يؤمن بالله، ويعمل له، وقد رأينا الهدهد يغيب، ليعرف خبر بلقيس، ويقف على حقيقة الإله الذي تعبده وقومها، ويجيء بخبر الملكة، ويشرحه لسليمان، إنهم يعبدون غير الله، ويسجدون للشمس، ولا يؤمنون بالله الخالق، الذي يعلم العلن والسر، والظاهر والمخبوء، وقد رأينا

اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست