اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 440
للناس أن الجن لا يعلمون الغيب، كما كان يدعون، وقالت الجن: لو علمنا موته ما لبثنا في العمل الشاق المهين[1].
وهذا القول شائع عند المفسرين والمؤرخين، يذكرونه خلال تفسيرهم للآية ... إلا أنه رأي تأباه وقائع الحياة.
- فهل يعقل أن يموت شخص ما، ويستمر سنة لا يسأل عنه أحد؟
- وهل سكت نساء سليمان عن غيابه عنهن هذه المدة الطويلة؟
- سليمان -عليه السلام- نبي وملك فمن كان يدبر شئون المملكة خلال هذه المدة؟
- ألم يبحث عنه وزراؤه ومستشاروه لأخذ رأيه في مهام الحكم والدولة؟
- هل توقف الوحي خلال هذه المدة، أم ماذا؟
والرأي المعقول هو أن سليمان "عليه السلام" توفي ودفن كسائر الناس، وبقي موته مخيفا عن الجن دون غيرهم، كوصيته، وقام بالأمر بعده ابنه، والجن تعمل في أماكن نائية، شاقة، خوفا من سليمان عليه السلام.
وكان لسليمان عصا لا يتركها أبدا، وذات يوم رآها جن على الأرض، تأكل فيها الأرض، فتقصى الأمر، فعلم أن سليمان مات، فأسرع إلى زملائه، وأخبرهم، فعلموا موت سليمان، وتركوا العمل، وقالوا لو علمنا الغيب، ما عملنا، وتعبنا هذه المدة.
ويؤيد هذا الرأي أن خر تأتي بمعنى مات، وأن تعبير القرآن بالفعل المضارع في قوله "تأكل" بدل الماضي يؤكد هذا الرأي ... والله أعلم. [1] انظر ابن كثير، والخازن، والزمخشري، وغيرهم عند تفسير الآية.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 440