اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 44
النقطة الثانية: "آدم والملائكة"
خلق الله آدم -عليه السلام- وأمر الملائكة أن تسجد له بعد تمام خلقه مباشرة, فقال لهم: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [1].
والملائكة عباد مكرمون: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [2], {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [3]، فأطاعوا أمر ربهم وسجدوا لآدم تكريما، واحتراما، وسلاما، ولم يتخلف أحد من الملائكة عن هذا التكريم الذي كلفوا به: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [4].
ومن هذه اللحظة تيقنت الملائكة قدر هذا المخلوق الجديد عند الله، وتبينت عظمة هذا التقدير بالمهام التي كلفوا بها مع الإنسان، فمنهم الحَفَظَة الكرام، ومنهم الكاتبون، وهم يتعاقبون في الناس بالليل وبالنهار، ومنهم المنزلون للمعونة والنصر، ومنهم حَمَلَة الوحي، إلى آخر المهام وهي كثيرة، وكلها لخدمة الإنسان، ولتحقيق أمانيه، وتسهيل الحياة له.
ومن نفس اللحظة علم آدم قدره عند ربه، فهو مميز عن سائر المخلوقات، وكلها مسخرة له، تخدمه، وتكون في عونه، ومساعدته، وعليه أن يدرك أن الوحي ينزل عليه، يبلغه تعاليم الله تعالى ليعيش بمنهج ربه، وشريعة خالقه سبحانه وتعالى ... وقد مكن الله له باستطاعة التعامل مع الملأ الأعلى، ومع المخلوقات الأخرى من جن وملائكة وبشر، وبصّره بأساليب التعامل المختلفة. [1] سورة الحجر آية: 29. [2] سورة التحريم آية: 6. [3] سورة الأنبياء آية: 27. [4] سورة الحجر آية: 30.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 44