اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 423
الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} [1]، ويقول تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [2].
ومن الآيات, وأقوال المفسرين نعلم أن الله سبحانه سخّر الريح لسليمان -عليه السلام- خاصة، وأنها كانت ريحا عاصفة، شديدة، قوية، لكنها شدة تفيد ولا تضر؛ ولذا وصفها الله بأنها رخاء، ولينة، وقد بلغ من سرعة الريح أن المسافة التي يسيرها الناس في شهرين مسرعين، تقطعها الريح في يوم واحد مهما كانت حمولتها، التي بلغت أحيانا مئات الألوف بأحمالهم، وعتادهم، في بعض الأوقات.
وكانت الريح تتحرك بأمر سليمان، وتتجه حيث يريد، واستمرت في طاعتها، وخضوعها لسليمان طيلة حياته كلها عليه السلام.
وكانت الريح تجري في كل الأرض التي باركها الله, وهي مملكة سليمان -عليه السلام- الممتدة من خليج العقبة إلى شط الفرات، وكانت الريح تسوق الماء إلى الجهة التي يشاؤها سليمان، كما كانت تحرك السحاب إلى ما يأمر به سليمان لتمطر فيه، وأيضا كان لهبوب الريح دور في توجيه السفن إلى الموانئ التي يريدها سليمان؛ ولذلك كان اتجاه الريح خاضعا لتوجيهاته عليه السلام.
ولكن ... ما هي الفائدة التي قدمتها الريح المسخرة في مملكة سليمان عليه السلام؟ وهل استفاد بها الإسرائيليون؟ وما دورها في الحضارة؟ [1] سورة سبأ آية: 12. [2] سورة ص الآيات: 35, 36.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 423