اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 417
الركيزة الثانية: حسن عرض الدعوة
على الدعاة أن يعرضوا دعوتهم بوسيلة مؤثرة، وبأسلوب مفهوم.
انظر إلى القرآن الكريم وهو يعرض قصة طالوت بقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ} ... وحين يعرض قصة الخصمين فيقول: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} فهو بالاستفهام يقدم الموضوع كأنه مشاهد مرئي، وكأنه يقول للمستمع: انظر، اسمع.
يشير الزمخشري إلى أن الاستفهام يجعل المعنى في صورة المحسوس المفهوم؛ لأنه يبحث عن إجابة عند المستمع[1]، وهذا في حد ذاته يجعل المستمع يشارك الداعية فيما يريد، ويثير اهتمامه نحو موضوع السؤال.
والاستفهامات كثيرة في القرآن الكريم، وعلى ألسنة رسل الله, عليهم صلوات الله وسلامه. [1] تفسير الزمخشري ج4 ص82 بتصرف.
والشجاعة تتحول بصاحبها إلى عادة ترزقه القدرة على عرض الدعوة على جميع الناس، لا يهاب فريقا، ولا يهرب من ملاقاة آخر, وبذلك يقوم بواجب الدعوة إلى الله.
والشجاعة جرأة، وإقدام عند الحاجة إليها ... ولذلك لزم أن يلتزم الدعاة بآدابها، وأخلاقها.
إن التهور، والاندفاع، والعدوان، وإظهار الإقدام فيما لا يفيد, ليس من الشجاعة في شيء.
وعلى الشجاع أن يعد للأمر عدته كما فعل داود -عليه السلام- فقد صنع آلة الحرب، وعمر، وزرع، ونشر العدل، وكون جيشا قويا؛ ولذلك عد عصر داود بداية العصر الذهبي للإسرائيليين.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 417