اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 394
- وعرض عليهم دعوته بصورة المستفهم؛ ليعودوا إلى أنفسهم، ويكرروا السؤال على عقولهم، عساهم يفيئون، ويعودون إلى صوابهم.
- قارن إلياس -عليه السلام- لقومه بين صنمهم، وبين الله، وبين أن الصنم حجر لا يسمع، ولا يبصر، ولا يضر، ولا ينفع، ولا يغني عن أحد شيئا، بينما الله تعالى خلقهم، ورزقهم، ونظم لهم حياتهم، فهو ربهم، ورب الناس أجمعين.
يسمع القوم دعوة إلياس -عليه السلام- فيؤمن بدعوته المخلصون الأصفياء، وتظل الأكثرية على ضلالها وكفرها، وينزل الله عذابه بهم، وينجو إلياس والمؤمنون معه, بسبب إيمانهم وإخلاصهم، وفي الآخرة سيحل عليهم عذاب جهنم وويلاتها، وسيفوز المؤمنون برضوان الله في جنات النعيم، وأما إلياس -عليه السلام- فقد أبقى الله له الثناء الجميل، والذكر الحسن في الأمم بعده، فما من أمة مؤمنة إلا وتذكره بالخير، وتسلم عليه كسائر أنبياء الله، وها هي أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- تذكره بالنبوة، وتقرأ عنه في القرآن الكريم، كتاب الله رب العالمين، وفي سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وله -عليه السلام- السلامة من كل سوء، والبعد عن كل شر وأذى؛ لأنه عبد لله ورسوله إلى قومه، وقد وفى بما كلف به عليه السلام، يقول الله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ، إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [1].
ويوجد حاليا على جبل "الكرمل" المقام على سفحه مدينة "حيفا" قبر، يقال: إنه قبر "إلياس"[2] عليه السلام. [1] سورة الصافات الآيات: 127-132. [2] بنو إسرائيل في القرآن الكريم ص240.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 394