responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 329
وعبدوه، واتخذوه إلها، وادعوا أن موسى نسيهم عندما خرج للقاء ربه. يصور الله عبادة الإسرائيليين للعجل، فيقول تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ، فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [1].
والسامري هذا، رجل مصري كان يعبد البقر، دخل في دين موسى ظاهرا، وقيل: هو إسرائيلي، من قبيلة تعرف بالسامرة في بلاد الشام[2]، والأوزار التي حملوها معهم من مصر، هي ذهب المصريات استعارته الإسرائيليات منهن، وهربن به.
وعبد الإسرائيليون العجل، وأخذوا يرقصون حوله، ويلعبون، وتحققت أمنية لهم، رجوها طويلا من قبل، ولم يفكروا في هذا الإله البقرة، مع أنه لا يتكلم معهم ولا يرد عليهم، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا.
إنهم بعبادتهم للعجل أكدوا طباعهم الوثنية، وبرهنوا على تعودهم نقض المواثيق، فلقد عاهدهم موسى -عليه السلام- على ضرورة الاستقامة على دين الله وطاعته، وأن يتجنبوا أية مخالفة وهو غائب عنهم.... ولكنهم لم يخالفوا في جزئية، بل تركوا الدين بالكلية، يقول الرازي في تفسيره: "إن القوم كانوا من الجهالة، بحيث اعتقدوا أن ذلك العجل المعمول في تلك الساعة هو الخالق للسموات والأرض، وكانوا في نهاية البلادة والجلافة؛ لتصديقهم أن صوت البقرة "الخوار" يناسب مقام الألوهية"[3].

[1] سورة طه الآيات: 87, 88.
[2] تفسير القرطبي ج11 ص233، 234.
[3] تفسير الرازي ج22 ص104.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست