اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 307
يقول ابن كثير: "إن هؤلاء المؤمنين لما أخذهم فرعون لقتلهم، قالوا له يعظونه، ويخوفونه بأس رب العالمين: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} [1]، ويقولون له: إياك أن تكون منهم، فكان منهم, {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [2], فاحرص أن تكون منهم، فحالت بينه وبين ذلك الأقدار التي لا تغالب ولا تمانع، وحكم العلي العظيم بعذابه العذاب الأليم"[3].
2- مؤمن آل فرعون:
آمن السحرة برب موسى وهارون -عليهما السلام- واضطرب معسكر فرعون، وظهرت صيحة التخلص من موسى بقتله لخطورته على المجتمع والدين، يقول الله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [4], و {الْمَلَأُ} هم سادة القوم وكبراؤهم، يطلبون من فرعون عدم ترك موسى ومن معه أحرارا؛ لأنهم يفسدون الناس، ويدعون إلى ترك عبادة فرعون ونبذ عبادة سائر الآلهة، فيجيبهم فرعون بخطة وضعها إزاء هذه القضية، وهي تقتيل ما يولد للإسرائيليين، من ذكور، وترك البنات، حتى ينقطع نسلهم، ثم يطمئن الملأ على قوته، وعلوه، وسلطانه، كما هو شأنه دائما. [1] سورة طه آية: 74. [2] سورة طه الآيات: 75, 76. [3] البداية والنهاية ج1 ص258. [4] سورة الأعراف آية: 127.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 307