اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 275
يقول تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ، فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [1].
وهذا الرجل هو مؤمن آل فرعون، وهو ابن عم فرعون, لما علم بما قرره الملأ بحث عن موسى، جاءه من مكان بعيد مسرعا، وأخبره بأن الملأ يبحثون عنه لقتله جزاء على قتله القبطي، ونصحه بترك المدينة، والخروج من مصر بالكلية، حتى لا يقع في أيدي الناس.
واستمع موسى لنصح الرجل، وخرج من المدينة إلى جهة المشرق، قاصدا بلاد مدين؛ لما يسمعه عن أهلها من الخير والفضل. [1] سورة القصص الآيات: 20, 21. رابعا: موسى عند مدين
خرج موسى -عليه السلام- من المدينة خائفا يترقب، ولم يكن يعرف الوجهة التي يقصدها، ولذلك دعا ربه لينجيه من فرعون وملئه، ويهديه إلى الصراط المستقيم، ويوفقه لما فيه الخير والفلاح ... يقول الله تعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [1]، ومدين: اسم مدينة على بحر القلزم "الأحمر" تقع تجاه تبوك بين وادي القرى والشام، وسميت القبيلة باسم المدينة[2]، وقيل: بل هو اسم قبيلة سكنت هذا المكان، ومنه قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} وليس هو شعيبا الذي وجد في زمن موسى عليه السلام. [1] سورة القصص آية: 22. [2] معجم البلدان ج5 ص77.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 275