اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 270
هو الفعال لما يريد, وأنه هو القوي الشديد، ذو البأس العظيم، ومالك الحول والقوة، وصاحب المشيئة التي لا مرد لها"[1].
وقد كاد الله لفرعون وهامان وجنودهما بهذا التدبير؛ لما كانوا عليه من الخطأ, والظلم، والعدوان.
ولكن، هل يتحمل الجنود الآثام التي قاموا بها، بأمر من رؤسائهم؟
الآية تشركهم في الخطأ، وتجعلهم معاقبين به؛ لأنهم أداته المنفذة، ولولاهم ما تحقق له شيء. [1] البداية والنهاية ج1 ص238.
ثانيا: رضاعة موسى
وافق فرعون على المحافظة على الرضيع، ووهبه لزوجته "آسية بنت مزاحم"، فبدأت في البحث عن ظئر ترضعه بنفقة، لكنه لم يقبل ثديا، ولم يأخذ طعاما، فحاروا في أمره، واجتهدوا على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل، فأرسلوه إلى السوق لعرضه على النساء عساه أن يرضع من إحداهن.
وكانت أم موسى كلفت أخته "كلثوم" بتتبع أثره، ومعرفة أخباره من بعد، حتى لا يكشف أمره أحد، فلما رأته في السوق, وشاهدت إعراضه عن النساء قالت لهم: هل أدلكم على أهل بيت يهتمون به ويكفلونه، وهم له ناصحون.... فلما وصفتهم {وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} سألوها: وما يدريك بذلك؟ لعلك تعرفين أهله؟ فقالت: لا، ولكني أردت، وهم للملك ناصحون، ودلتهم على أم موسى، فكلفوها بإحضارها، فأحضرتها لهم، والصبي يبكي في يد فرعون من الجوع، فدفعه إليها فقبل الصبي ثديها، ورضع منها ... فسألوا الأم: لِمَ ارتضع منك، ولم يرتضع من غيرك؟ قالت: إني امرأة طيبة الريح، طيبة اللبن، لا أكاد أُوتى بصبي إلا ارتضع مني، طلب فرعون من أم موسى البقاء في القصر لإرضاعه، فرفضت لحاجة زوجها وأولادها، فأعطوها الصبي بأجر تأخذه، وهكذا عاد موسى إلى أمه، واستقر أمرها
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 270