اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 252
14- ذو الكفل عليه السلام:
وردت قصة ذي الكفل في آيتين من آيات القرآن الكريم في سورتي "الأنبياء" و"ص", يقول الله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [1]، {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ} [2].
يرى بعض العلماء أن ذا الكفل ليس نبيا، ولكنه عبد صالح، تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم، ويقضي لهم حاجاتهم، ويحكم بينهم بالعدل وبالحق، ففعل ذلك فسمي بذي الكفل، وقيل: لأنه تكفل بأمر فوفاه، وقيل: لأنه تحمل ضعف غيره في العمل، وثوابه ضعف ثواب غيره أيضا، وينسب هذا الرأي لمجاهد، وقتادة[3].
ويذهب آخرون وعلى رأسهم الحسن وابن تيمية والرازي, والأكثرون إلى أنه -عليه السلام- نبي من الأنبياء, مستدلين بما يلي:
1- إن الكفل اسم مفيد، ومعناه النصيب، وسماه الله بذلك على سبيل التعظيم, فوجب أن يكون الكفل هو كفل الثواب؛ لأن الله جعل عمله ضعف عمل غيره، وجعل ثواب عمله ضعف ثواب عمل غيره، وكان في زمنه أنبياء، وهذا يرجح كونه نبيا؛ لأنه لا يجوز أن يكون ثواب الرجل الصالح إن قلنا بعدم ثبوت نبوته أفضل من ثواب النبي، مهما كان العمل الذي كلف به. [1] سورة الأنبياء آية: 85. [2] سورة ص آية: 48. [3] تفسير القرطبي ج11 ص328.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 252