اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 246
وهكذا انتهت محنة أيوب، بعودة ما كان فيه من خير، وضاعف الله له العطاء، تكريما له.
يروي الحاكم أن أيوب -عليه السلام- كان له أندران، أحدهما للقمح، والثاني للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح، أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الفضة حتى فاض.
يروي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه: "بينما أيوب يغتسل عريانا، خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب, ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك" [1].
فنزل عليه الذهب في شكل جماعات الجراد، فأخذ يجمعها، ويلتقطها في ثوبه ... فلما سأله الله عن عطائه إياه أقر له عليه السلام بأنه أغناه، لكنه مع ذلك لا يستغني عن الزيادة رحمة من الله وبركة.
وهكذا عاش أيوب في النعم الوافرة، وخيرات الله الكثيرة، حتى لقي ربه عن عمر يزيد على تسعين عاما, صلى الله عليه وسلم. [1] صحيح البخاري بشرح فتح الباري ج6 ص420, باب {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ} . النقطة الثانية: ركائز الدعوة في قصة أيوب عليه السلام
مدخل
...
"النقطة الثانية": ركائز الدعوة في قصة أيوب عليه السلام
يمكننا أن نأخذ من قصة أيوب عددا من العبر، تعود إلى القائم بأمر الدعوة، وكأن الله تعالى فصل لنا هذا الجانب ليكون معلما لكل من يقوم بأمر الدعوة، يرى به ما سيقابله من مشاق، وما يحتاج إليه من صفات، وما يجب عليه من حسن معاملة وخلق؛ ليكون على بينة من طبيعة الناس، ومشاق الدعوة، وضرورة التبليغ.
وسأحاول إبراز أهم الركائز فيما يلي:
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 246