اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 238
له، ولا يزداد الأمر إلا شدة قال: "اللهم خذني إليك فقد سئمتهم، وسئموني"، وقال البخاري -رحمه الله- لما وقعت له الفتنة, وجرى له مع أمير خراسان ما جرى، قال: "اللهم توفني إليك".
وفي الحديث الصحيح: "إن الرجل ليمر بالقبر -أي: في زمن الدجال- فيقول: يا ليتني مكانك"؛ لما يرى من الفتن، والبلايا، والأمور الهائلة[1].
الحقيقة الرابعة: عدم تعجل النتيجة
أوحى الله إلى يوسف وهو في الجب بما سيئول إليه أمره، وطال به الزمن، ولما جاءه إخوته، لم يتعجل إظهار الحقيقة، وإنما تدرج في الظهور لأخيه، وإخوته، وأبيه، وذلك أمر حسن في شئون الحياة الدنيا.
أما في شئون الدين فهو أشد حسنا، وأعظم أثرا؛ لأن التربية الهادئة المركزة تبني المبادئ على أساس متين، وتجعل البناء صلبا يتحمل الأنواء، والأعاصير, والزلازل.
والدين يواجهه أعداؤه في كل عصر ومصر؛ ولذلك لزم أن يكون قوي البناء متين الدعائم ...
وأيضا, فإن تعجل النتيجة والأثر، لا يحقق النتيجة المأمولة، وكثيرا ما يؤدي إلى التصادم، والانفعال، والعصبية، وهذا أمر لا يفيد الدعوة إلى الله تعالى. [1] تفسير ابن كثير ج2 ص492.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 238