responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 228
والعبادة بمفهومها الواسع تعني الخضوع المطلق، والطاعة الشاملة, ولا تكون إلا لله.
ويدرك العقل مدى الترابط بين هذه المفاهيم المستفادة من الآيات، فقصد العبادة لله نتيجة حتمية لكونه الحاكم الواحد، وهذا الحكم ملازم لوحدانيته، وقدرته.
إن الواحد القهار لا بد أن يكون حاكما، ولا بد أن يعبد وحده عن استحقاق وتمكن، ولا شيء لغيره من ذلك أبدا.
وكأني بـ "يوسف" -عليه السلام- حينما جاءه رسول الملك ليخرجه من السجن، وهو يقول له: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} كأني به يفضل حياة السجن داعيا، مؤمنا، على الحياة خارج السجن متهما منبوذا، فلما ظهرت براءته خرج عليه السلام إلى عالم الحرية, يطلب حقه إفادة للناس: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} .

"الركيزة الرابعة": منهجية الدعوة
تقدم قصة يوسف منهجية عالية في الدعوة إلى الله تعالى, في أمرين رئيسيين:
الأمر الأول: التدرج في الوصول للغاية[1].
المفاجأة تؤدي إلى الدهشة، والتغيير الكلي لا يتم دفعة واحدة؛ ولذلك يرى علماء التربية ضرورة التدرج في التعليم والتربية، مع تقديم السهل من قضايا الدعوة على

[1] يختلف التدرج عن المجاراة؛ لأن المجاراة تسليم للخصم بما يعتقد، ثم تكون المناقشة بعد ذلك، أما التدرج فهو المناقشة ابتداء على أن تتم شيئا فشيئا، وتقديم القضية جزءا جزءا.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست