اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 217
خامسًا: يوسف وبنو إسرائيل
خرج يوسف من السجن، وصار محل ثقة الملك، ويبين ابن كثير أن الملك كان يسمى "الريان بن الوليد"، وأن وزيره الأول هو "أطفير" الذي اشترى يوسف ورباه، وهو زوج من راودت يوسف عليه السلام.
أراد يوسف أن يصلح الناس في معاشهم ودينهم، فطلب من الملك أن يوليه الخزائن، فاستحسن الملك ما طلب، وعزل أطفير، وولى يوسف مكانه، وبعدها هلك أطفير بمدة وجيزه، فزوج الملك يوسف زوجة العزيز، فلما دخل بها قال لها: أليس ذلك خيرا مما كنت تريدين؟
فقالت: أيها الصديق لا تلمني, فإني كنت امرأة جميلة، ناعمة في ملك ودنيا، وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك على ما رأيت ورأى النسوة[1].
وتولى يوسف وزارة مصر الأولى، وتزوج زليخا فوجدها عذراء، فولدت له أولادا.
وقد اشتهر يوسف بالعدل، والإنصاف، والصدق، وإعانة الضعفاء فأحبه الجميع، ويقال: إن الملك آمن بدعوة يوسف، وسلم الأمر له، فصار كل شيء في مصر تحت حكمه[2]: {يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} والملك راضٍ عنه.
ومما يدل على أن يوسف -عليه السلام- صار متمكنا في كل جوانب الحياة في مصر, أنه تعامل مع إخوته منفردا، ولم يرجع لرئيس معه في محاكمة أخيه، أو مناقشة إخوته، أو إحضار أهله جميعا إلى مصر. [1] تفسير ابن كثير ج2 ص383. [2] البداية والنهاية ج1 ص211.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 217