اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 205
وعن هذا الموقف يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيم} [1].
وجد العزيز نفسه أمام قضية خطيرة تهمه ... تدعي امرأة العزيز أن يوسف أراد بها الفاحشة، وينفي يوسف التهمة عن نفسه، ويذكر الحقيقة: {رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} , ويحتكم العزيز إلى حاكم للقضاء من أهل زوجته، وإليه الإشارة في قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} , وسمى القاضي شاهدا لما يحتاج إليه من التثبت والتأمل والتصور الصحيح للواقع كأنه رآه، وكان القاضي من أهلها، قيل: هو ابن عمها، أو ابن خالها، أو مستشار الملك، ويرى السهيلي أنه طفل تكلم في المهد حيث ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- شاهد يوسف ضمن من تكلموا في المهد، وكان القاضي عادلا حكيما، قال للملك: إن كان القميص قطع من أمام فهي صادقة؛ لجذبها القميص وهو مقبل عليها، وإن كان القميص قطع من دبر فهي كاذبة؛ لقطعها القميص وهو يجري منها.
قال الشاهد: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ [1] سورة يوسف الآيات: 24, 25, ويذهب المفسرون في تفسير قوله تعالى: {هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} مذاهب كثيرة، فمنهم من يقول: {هَمَّتْ بِهِ} هم: فعل وهم بها هم: ترك، ومنهم من يقول: بل هم بها هم: فعل لولا أن رأى برهان ربه، ومنه من يقدم ويؤخر فيقول: المعنى: لولا أن رأى برهان ربه لهم بها إلى غير ذلك من الأقوال، ونحن نرجح ما أشرنا إليه.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 205