اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 182
فإسحاق -عليه السلام- نبي، ومن الصالحين، هداه الله إلى الدين المستقيم، واختاره لنفسه، وجعله إماما للناس يدعوهم إلى الخير، ويهديهم بأمر الله إلى الدين الحق، ووفقه لإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والمحافظة على كافة جوانب العبادة الصحيحة، التي تسعده في الدنيا، وتذكره بالآخرة، وتجعله من الأخيار الذين اصطفاهم الله تعالى، يقول الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [1].
ويقول سبحانه: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [2].
يصف النبي -صلى الله عليه وسلم- إسحاق -عليه السلام- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق" [3].
وقد رُزق إسحاق -عليه السلام- بولدين هما يعقوب وعيصو، و"يعقوب" هو المعروف بـ "إسرائيل" ومنه تناسل الإسرائيليون جميعا، أنبياء وشعبا، إلا أنهم لم يستمروا في بلاد الشام، فلقد ألفوا حياة البادية والتنقل، إلى أن ولي يوسف -عليه السلام- أمر الخزائن والمال في مصر، وجاء إخوته فعرفهم, وقال لهم: {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} [4]، و {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [5]. [1] سورة الأنعام آية: 87. [2] سورة الأنبياء الآيات: 72, 73. [3] صحيح البخاري بشرح فتح الباري ج8، ص361. [4] سورة يوسف آية: 92. [5] سورة يوسف آية: 99.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 182