responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 171
عليه فيها، وإنما تركوها، وأخذوا يجادلون في مسائل جانبية من حيث قلة أنصاره، وتهديده بالطرد، والسخرية به، شأن المفسدين في كل وقت.
إن المناقشة الموضوعية التي تقصد الحق تصل إليه بسهولة ... أما هؤلاء المفسدون فكانوا يسلكون مسلكا غوغائيا، لا يفيد في الحوار أبدا ... لكن شعيبا -عليه السلام- كان لهم بالمرصاد, فكلما شوَّشوا رد عليهم, وأخذهم إلى دعوته وقضيته.

الركيزة الثانية: تكامل المنهج الإلهي
في دعوة لوط -عليه السلام- وجدناه ينادي بالتوحيد، ويركز بعده على ضرورة ترك ما هم فيه من شذوذ, والتخلق بأخلاق الله.
ومع شعيب -عليه السلام- رأيناه ينادي بالتوحيد ويركز بعد ذلك على فساد القوم في معاملاتهم وأخلاقهم. وفي هذا بيان في ضرورة إيمان الناس بالمنهج الإلهي بصورة متكاملة، بلا فصل بين العقيدة والشريعة والأخلاق، فلقد أنزل الله لكل أمر قدره، وعرف البشر بالعقيدة الصحيحة، والشريعة الربانية، والخلق الكريم، وأنزله وحيا على لسان رسله ... ومن هنا فلا مجال لمؤمن أن يأخذ جانبا ويترك غيره؛ لأن ترك الثاني إهمال للأول في الحقيقة، يقول سيد قطب: "لا تستقيم عقيدة التوحيد في القلب ثم تترك شريعة الله في المعاملة والخلق، ولا يمكن أن يجتمع التوحيد والشرك في شخص واحد"[1].
وكيف يكون الإنسان موحدا في عقيدته, مشركا في عمله وسلوكه؟!!
من هنا نعرف سر توجهات لوط وشعيب -عليهما السلام- في الدعوة, وتركيزهما على إصلاح العقيدة والشريعة والأخلاق.
وفي ذلك درس لأولي الألباب ...

[1] في ظلال القرآن ج11، ص121, طبعة دار البيان العربي.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست