اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 170
إنه عذاب واحد، وإن اختلفت مسمياته، ذلك أنه أصابهم حر شديد، وانقطع عنهم الهواء سبعة أيام، فكان لا ينفعهم مع ذلك ماء، ولا ظل، ولا دخولهم في الأسراب، فهربوا من محلتهم إلى البرية، فأظلتهم سحابة، فاجتمعوا تحتها ليستفيدوا بظلها, فلما اجتمعوا جميعا تحتها، جاءتهم من السماء صيحة عالية، ارتجّت لها الأرض رجا عنيفا، فأزهقت الأرواح، وخربت الأشباح، وماتوا جميعا وهم جاثمون على ركبهم، وبذلك اجتمع في مماتهم جنود الله تعالى، التي سلطها عليهم, وهي: الظلة، والصيحة، والرجفة، وهكذا تعددت أسباب موتهم كما تعددت مفاسدهم وضلالاتهم, والله على كل شيء قدير.
النقطة الرابعة: ركائز الدعوة في قصة شعيب عليه السلام الركيزة الأولى: المعرفة الشاملة بالمدعوين
...
"النقطة الرابعة": "ركائز الدعوة في قصة شعيب عليه السلام"
قصة شعيب مع دعوة الله غنية بالدروس، مليئة بالعبر والفوائد، وهي تمدنا بالركائز الدعوية التالية: الركيزة الأولى: المعرفة الشاملة بالمدعوّين
من أساسيات دعوة شعيب -عليه السلام- التوجه إلى قوم يعرف عنهم كل شيء؛ عقيدتهم، ومعاملاتهم، وأخلاقهم؛ ولذلك نراه يعايش هذه الحقائق حين الدعوة، حيث يحدد لهم جوانب الضلال والفساد بدقة، ويبين أوجه الخطأ فيه، ويدعوهم إلى الحق بالدليل والبرهان.
فلقد بين لهم عليه السلام أن الله الذي يدعوهم لعبادته وحده، مستحق لذلك، فهو خالقهم، ورازقهم، وأمرهم كله بيده، وليس هناك ما يدعوهم إلى الظلم في البيع والشراء، والتعدي على الناس، وسلب الحقوق، وصد العامة عن الإيمان، ومحاولة تشويش الحق بخلطه بالباطل، وكل هذه حقائق يقر بها الناس؛ ولذلك لم يردوا
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 170