responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 17
ويتميز هذا القسم بالعديد من المزايا, أهمها:
أ- يشتمل على مزايا القسم السابق، فهو وحي منزل لا ريب فيه, يلائم الفطرة، وينحو نحو الكمال، والسمو، والرفعة، بل إنه يعد تاريخا تطبيقيا للدعوات السابقة، أخذ منها موضوعها وأهم قضاياها، وخبر من خلالها أسرار الحياة والأحياء، حتى إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يورد أحداث الماضي ليستفيد أتباعه منها، ومن ذلك ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل فيمن قبلكم كان ينشر لحمه عن عظمه بالمناشير, لا يصرفه ذلك عن دين الله تعالى" [1].
ب- يستفيد هذا القسم من خصائص الإسلام، فبسبب كون الإسلام دينا عالميا، وخاتما لسائر الأديان، نجد الدعوة مصبوغة بصبغة العالمية، حيث تلتزم الأصول الدينية الثابتة، وتقدمها لطوائف الناس على تنوعهم، واختلافاتهم بأساليب متعددة تناسب الجميع، وحتى يستمر تناسبها مع الناس نجد القرآن الكريم يخاطب العالم على اختلاف مذاهبه, وأجناسه، وطبقاته ... فبرغم أن القرآن الكريم نزل في مدة محددة، وخاطب أهل مكة والمدينة إلا أن الله -سبحانه وتعالى- بقدرته وحكمته جعل هاتين المدينتين بوتقة جمعت كافة عناصر البشر، وجميع الطبقات، وسائر المذاهب والأديان، حتى إذا ما نزل الوحي يخاطب هؤلاء الناس، ويناقش عقائدهم، ويدعوهم، كل بما يناسبه، كان كمن يخاطب البشرية كلها في كل الأمكنة، وفي كل الأزمنة إلى يوم القيامة.
لقد وجد في مكة والمدينة يومذاك اليهود، والنصارى، والمجوس، والدهريون، والذين أشركوا، وعبدة الكواكب، والأصنام، والملاحدة ...
كما وجد فيهم الأغنياء والفقراء، والسادة والعبيد، والحكماء والحنفاء والعامة.
وهكذا تميزت الدعوة بالعموم الشامل، والخلود المستمر إلى يوم القيامة ...

[1] البداية والنهاية ج2، ص59.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست