اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 156
الركيزة الثالثة: الاهتمام بعلاج المرض وأسبابه
دعا لوط -عليه السلام- قومه إلى التوحيد، لكنه رأى فيهم انصرافا إلى الشهوة، واستغراقا في الهوى، الأمر الذي حول نشاطهم إلى الفسق والشذوذ.
وكانت لهم أصنامهم، لكنها كانت هامشية في حياتهم ونشاطهم؛ ولذلك ركز لوط -عليه السلام- على المرض المتفشي فيهم، وأخذ يبين لهم مساوئه عساهم أن يبتعدوا عنه، فهو سوء في نفسه، وسبب لبعدهم عن الله تعالى، وتركهم عبادة خالقهم سبحانه وتعالى.
إن مسلك لوط -عليه السلام- هو ما يعرف بالتخلية أولا قبل التحلية، وهو منهج حسن في دعوة الناس إلى الله تعالى، ينتهي بهم إلى توحيد الله تعالى بصدق وإخلاص.
ودعوة لوط -عليه السلام- إلى ترك ما هم فيه من شذوذ، ليس بعيدا عن دعوتهم إلى التوحيد؛ لأن الالتزام بالفطرة التي خلق الله الناس عليها يتصل تلقائيا بمقتضى الاعتقاد في الله وحكمته، ولطف تدبيره؛ ولذا كان الانحراف عن الفطرة متصلا بالانحراف عن العقيدة الصادقة، وبعدا عن منهج الله للناس.
الركيزة الرابعة: أساسيات في الدعوة
نلحظ في دعوة لوط -عليه السلام- بعض الأساسيات الاجتماعية التي توجد في حياة الناس, وفي مجال الدعوة، وأهمها:
1- ارتباط الشذوذ الخلقي بالانحراف الديني، والعكس بالعكس تماما، في كل مكان وزمان.
فلقد أدى إهمال الدين في عصر النهضة الأوروبية إلى ظهور نظريات الانحراف الفكري والخلقي ممثلة في نظرية فرويد، ونظرية دارون، ونظرية ماركس.. لأن أصحابها وضعوا أنفسهم في موضع الله وأخذوا يشرعون، وينظمون للناس.
2- المعاندون لدين الله تعالى يعملون ابتداء على إفساد الأخلاق؛ ليتسنى لهم القضاء على الدين كله بعد ذلك، ومن وسائلهم اتهام الطهر والعفاف بالعدوانية والتخلف، كأن يجعلوا حجاب المرأة سببا لنشر الرذيلة، وينادوا بتحرير المرأة،
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 156