responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 135
- الكواكب تفيد الإنسان بالضوء والحرارة، وتساعده في السير والحركة، بينما الأصنام خالية من أية فائدة.
- لا يمكن للإنسان أن يتحكم في الكواكب وهو مع الأصنام صانعها، وبائعها، والمتحكم فيها.
هذه الفروق جعلت إبراهيم -عليه السلام- يبطل عبادة الكواكب بمنهج، وبأسلوب يختلف عن طريقته في إبطال عبادة الأصنام، يقول أبو السعود: إن إبراهيم -عليه السلام- سلك طريقة في بيان استحالة ربوبية الكواكب تختلف عن طريقته في بيان استحالة ربوبية الأصنام؛ لأن ربوبية الكواكب أخفى بطلانا واستحالة، فلو استعمل مع عبدتها طريقته مع عبدة الأصنام لتمادوا في المكابرة والعناد، وللجّوا في طغيانهم يعمهون[1].
يصور القرآن الكريم طريقة إبراهيم -عليه السلام- في إبطال عبادة الكواكب بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [2].
فهو عليه السلام لم يبدأ ببيان بطلان ألوهية الكواكب كما فعل مع عبدة الأصنام, وإنما أخذ يركز على غياب الكواكب وأفولها؛ ليعرفهم أن الإله لا يغيب ولا يفنى؛ لأن المغيب والفناء نقص لا يليق بمعبود.

[1] تفسير أبي السعود ج2، ص153 بتصرف.
[2] سورة الأنعام الآيات: 74-79.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست