responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 102
وهل يمكنهم خلق شيء من هذا؟ ولو أعملوا عقولهم، وسألوا أنفسهم: من أنشأنا؟ من مكننا من الأرض؟ من وجهنا لفعل ما عملنا؟ إنه رب العالمين.
الأسئلة كثيرة تتصل بالنفس، وبالكون، وبسائر المخلوقات.... لو سألوها لأنفسهم، وتدبروا في الإجابة عنها لاقتربوا من الخير والإيمان, ولكن العقل حين يلعب به الهوى, وتسيطر عليه الشهوة، ويوجهه إبليس يصاب بالعمى، ويهنأ بالضلال، وهو نفس ما حدث مع ثمود، يقول الله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [1]، كانوا مستبصرين يمكنهم النظر السليم، والتدبر الواعي، لكن الشيطان زين لهم وأغواهم، فكرههم في الحق، وأبعدهم عن الهداية، وتلك طبيعة أهل الرقي والمدنية، وأصحاب الحضارات، يتصورون أنفسهم الجديرين بقيادة العالم، وينظرون نظرة دونية إلى غيرهم.
وها هي ثمود واحدة منهم:
- تعودت الإسراف بلا عقل.
- أحبوا الرفاهية، واللهو، والعبث بلا خجل.
- تخلقوا بالكبر والغرور والإفساد.
- تخيلوا أنفسهم فوق الناس.
- وثقوا في فكرهم، وعقلهم.
ولما جاءهم صالح لم يستفيدوا منه، وظلوا على ضلالهم وطغيانهم، ولم يستجيبوا للنصح والإرشاد.
وهذه الطبيعة المتأصلة في أهل الحضارة يجب أن تكون معلومة للدعاة.

[1] سورة العنكبوت آية: 38.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست