responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دستور الأخلاق في القرآن المؤلف : دراز، محمد بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 618
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [1]، وقوله: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [2]، وقوله: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [3]، وقوله: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُون} [4]. وهي آيات تريد أن تقول: إن الذين كان لهم التفوق الأخلاقي على الأرض سوف يكونون أول من يلقاهم الله يوم القيامة.
وأخيرًا, نقرأ في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه القولة الجميلة: "إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها" [5].
وعلى هذا النسق نجد مثالًا ملموسًا في واقعة تاريخية مشهورة، فنحن نعلم الظروف التي عزم فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته على أن يثأروا من المشركين في مكة لأول مرة، أولئك الذين لم يقتصروا على أن أكرهوا المسلمين على ترك بلدهم، واستولوا على أموالهم وديارهم المهجورة، بل إنهم دأبوا على اضطهاد المستضعفين الذين لم يستطيعوا الهجرة.
وقد خطرت للمسلمين المهاجرين إلى المدينة وسيلتان لاستنقاذ إخوانهم المحتجزين بمكة، ولتحطيم كبرياء المعتدين، فإما أن يتصدوا لقافلة تجاراتهم لدى عودتها من الشام، وإما أن يأخذوا بزمام المبادرة فيلاقوا جحافلهم التي تفوق عدد المسلمين ثلاث مرات، والتي توفر لها الكثير من العدة والسلاح، وكانت قد سارت إليهم فعلًا، واستشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، قائلًا: "إن الله وعدني إحدى الطائفتين، العير أو النفير"، وقد مال الاتجاه العام أول

[1] الزمر: 17-18.
[2] الزمر: 55.
[3] المائدة: 48.
[4] الواقعة: 10-11.
[5] ذكر المؤلف هذا الحديث: "إن الله يحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها" وأحال إلى الجامع الصغير للسيوطي 1/ 75, الذي نقلنا عنه النص كما أثبتناه. "المعرب"
اسم الکتاب : دستور الأخلاق في القرآن المؤلف : دراز، محمد بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 618
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست