ضد المسلمين في خفاء، وهذا النوع من النفاق لا يقع من مسلم.
أما النفاق الأصغر فإنه مستمر في كل وقت يقع من بعض المسلمين الذين ضعف إيمانهم وهو الذي كان الصحابة يخافونه على أنفسهم، كان عمر بن الخطاب يسأل حذيفة بن اليمان عن نفسه هل عده الرسول من المنافقين قال البخاري في صحيحه: قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. ويذكر عن الحسن قال: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق.
عباد الله: هكذا كان السلف يخافون النفاق الأصغر على أنفسهم لأنه وسيلة النفاق الأكبر كما أن المعاصي بريد الكفر، وكما يخشى على من أصر على خصال النفاق أن يسلب الإيمان فيصير منافقًا خالصًا. . فاتقوا الله في جميع أموالكم والزموا الصدق في جميع تصرفاتكم: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم [1] . [1] انظر الخطب المنبرية لفضيلة الدكتور صالح الفوزان 1 / 292.