الثواب. يدع الإنسان طعامه وشرابه، يمنع نفسه من الشهوات تقربًا إلى ربه وامتثالًا لأمره يرجو رحمته وعفوه وبره. والصوم يا عباد الله مع ذلك إمساك للجوارح عن ارتكاب الآثام، فصوم اليد إمساكها عن الإيذاء وتناول المحرمات، وصوم الرجل إمساكها عن السعي إلى الفساد والسعي إلى كل ما يغضب الله، وصوم اللسان إمساكه عن كل منكر ولغو وزور وغيبة، وصوم الأذن عدم الإصغاء إلى الإفك وعدم استماع الأكاذيب والنميمة والغناء والمزامير، وصوم العين عدم النظر إلى المحرمات عمومًا خاصة النساء الأجانب والتطلع إلى الأسرار والعورات وفي ذلك كله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل» .
أيها المسلمون: شهر رمضان خصه الله بالخير والبركة والإحسان، أنزل فيه القرآن هدى للناس ورحمة، وفرض صيامه وسن قيامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» .
عباد الله: افعلوا الخير، واعملوا الصالحات، وتعرّضوا لنفحات ربكم فإن لربكم في أيام دهركم نفحات. اسألوه المغفرة والهداية والتوفيق: أن يحفظ عليكم إسلامكم ويظهره على الدين كله ويمكن لأهله وحماته. اللهم اجعلنا من الفائزين بالمغفرة والعتق من النار [1] . [1] انظر من أحاديث المنبر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ ص: 109.