responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب مختارة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 149
قبورًا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» ، فالرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -، نهانا بهذا الحديث أن نجعل قبره عيدًا نعتاده في وقت معين كرجب مثلًا، وقد خص الله نبيه من دون الناس، بأن صلاة المصلي عليه وسلامه، يبلغه ولو لم يكن المسلم عند قبره، أو في المدينة، قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -: «وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» .
فالزيارة إذن، ليست واجبة، وليست من لوازم الحج كما يظنه البعض من الناس، وقد شاع بين العوام أحاديث في زيارة قبر الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -، حتى ظنوها أحاديث صحيحة، فهم لذلك يتكبدون المشاق في الزيارة، ويظنون أن زيارة المدينة من تمام الحج، فمن الأحاديث الشائعة المكذوبة على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -: " من زارني بعد موتي، فإنما زارني في حياتي. من زار قبري وجبت له شفاعتي. من حج ولم يزرني فقد جفاني "، وأمثالها لم تصح عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ولم تثبت، وأهل العلم عدوها من الموضوعات المختلقة.
فعلى من أراد الزيارة: أن يقصد المسجد النبوي بزيارته، ثم يصلي فيه ما تيسر، ثم يسلم على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - إن أراد بأدب واحترام، وعدم رفع الصوت، فإن رفع الصوت بالسلام والضجيج ليس من الأدب المطلوب عند رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -، ثم يسلم على صاحبيه أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، ثم ينصرف ولا يستقبل القبر عند الدعاء، ومن لم يتيسر له الزيارة، فلا حرج عليه، وحجه تام، وقد أدى ما عليه، إذ لم يوجب الله ولا رسوله إلا حج بيته الحرام.

اسم الکتاب : خطب مختارة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست