وزره، ورفع له ذكره، وألزم الذل والصغار كل من خالف أمره، وسد كل الطرق الموصولة إليه وإلى جنته، فلم يفتح لها طريقا إلا من طريقه، افترض على العباد طاعته ومحبته والقيام بحقوقه، فهو الميزان الراجح الذي على أقواله وأخلاقه وأعماله توزن الأخلاق والأقوال والأعمال، فهو الفرقان الذي باتباعه يتميز أهل الهدى من أهل الضلال، أشرقت به الأرض بعد ظلمتها، واجتمعت به القلوب بعد شتاتها، فامتلأت به الأرض نورا وابتهاجا، ودخل الناس في دين الله أفواجا، حتى إذا أكمل الله به الدين، وأتم به نعمته على عباده المؤمنين، استأثر به فنقله إلى الرفيق الأعلى، بعد ما ترك أمته على المحجة البيضاء، والطريقة الواضحة الغراء، فصلى الله وملائكته وأنبياؤه وعباده الصالحون على هذا النبي الكريم، كما عبد الله وعرف بالله ودعا إلى الله، اللهم صل وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
“ الوصية بتقوى الله -عز وجل-، وأنها سبب لنيل السعادة في الدنيا والآخرة “
أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى، اتقوا ربكم عباد الله بامتثال أمره واجتناب نهيه كما أمركم بذلك؛ لتنالوا السعادة في الدنيا والآخرة، فقد أمركم الله بتقواه وأن تلزموا التقوى إلى أن توافوا ربكم، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [1] ، اتقوه حق تقاته، والزموا جانب التقوى حتى يوفيكم الأجل وأنتم على هذه الحال.
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [2] أمركم الله بأن [1] سورة آل عمران الآية 102 [2] سورة آل عمران الآية 103