responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين المؤلف : السمرقندي، أبو الليث    الجزء : 1  صفحة : 478
قَالَ الْفَقِيهُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: الْحَيَاءُ عَلَى وَجْهَيْنِ: حَيَاءٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَحَيَاءٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى، أَمَّا الْحَيَاءُ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَغُضَّ بَصَرَكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ، وَأَمَّا الْحَيَاءُ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ تَعْرِفَ نِعْمَتَهُ فَتَسْتَحِيَ أَنْ تَعْصِيَهُ.

746 - وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَهُ يَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْتَحِي مِنْ عَبْدٍ يَشِيبُ فِي الْإِسْلَامِ أَنْ يُعَذِّبَهُ أَفَلَا يَسْتَحِي الشَّيْخُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يُذْنِبَ بَعْدَمَا شَابَ فِي الْإِسْلَامِ»

747 - وَرَوَى بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَوْرَتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ» .
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا، قَالَ: «فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنْهُ»
وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ لِابْنِهِ: إِذَا دَعَتْكَ نَفْسُكَ إِلَى كَبِيرَةٍ، فَارْمِ بِبَصَرِكَ إِلَى السَّمَاءِ، وَاسْتَحِ مِمَّنْ فِيهَا، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَارْمِ بِبَصَرِكَ إِلَى الْأَرْضِ وَاسْتَحِ مِمَّنْ فِيهَا، فَإِنْ كُنْتَ لَا مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ تَخَافُ، وَلَا مِمَّنْ فِي الْأَرْضِ تَسْتَحِي، فَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي عِدَادِ الْبَهَائِمِ.
قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: تُغْلِقُ بَابَكَ، وَتُرْخِي سِتْرَكَ، وَتَسْتَحِي مِنَ النَّاسِ، وَلَا تَسْتَحِي مِنَ الْقُرْآنِ الَّذِي فِي صَدْرِكَ، وَلَا تَسْتَحِي مِنَ الْجَلِيلِ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِي الْحِكْمَةِ: مَنْ أَبْصَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ، وَمَنْ تَعَرَّى عَنْ لِبَاسِ التَّقْوَى لَمْ يَسْتَتِرْ بِشَيْءٍ، وَمَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِهِ وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قَطَعَ بِهِ يَدَهُ، وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْرًا لِأَخِيهِ، وَقَعَ فِيهَا، وَمَنْ

اسم الکتاب : تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين المؤلف : السمرقندي، أبو الليث    الجزء : 1  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست