responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين المؤلف : السمرقندي، أبو الليث    الجزء : 1  صفحة : 197
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا» .
يَعْنِي يَلْتَفِتُ بِجَمِيعِ وَجْهِهِ.
فَفِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ التَّبَسُّمَ مُبَاحٌ.
وَإِنَّمَا النَّهْيُ عَنِ الضَّحِكِ بِالْقَهْقَهَةِ، فَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ لَا يَضْحَكَ بِالْقَهْقَهَةِ، فَإِنَّ مَنْ ضَحِكَ قَهْقَهَةً فِي الدُّنْيَا قَلِيلًا، بَكَى فِي الْآخِرَةِ كَثِيرًا، فَكَيْفَ بِمَنْ ضَحِكَ فِي الدُّنْيَا كَثِيرًا؛ كَيْفَ يَكُونُ حَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82]
قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَمَ: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا فِي الدُّنْيَا، وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا فِي الْآخِرَةِ.
وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلا} [التوبة: 82] فِي الدُّنْيَا {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82] فِي الْآخِرَةِ.
فِي نَارِ جَهَنَّمَ {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: 82] .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا عَجَبًا مِنْ ضَاحِكٍ وَمِنْ وَرَائِهِ النَّارُ، وَمِنْ مَسْرُورٍ وَمِنْ وَرَائِهِ الْمَوْتُ.
وَقِيلَ: مَرَّ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ بِشَابٍّ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ هَلْ جُزْتَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قَالَ: لَا فَقَالَ: هَلْ تَبَيَّنَ لَكَ، إِلَى الْجَنَّةِ تَصِيرُ أَمْ إِلَى النَّارِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَفِيمَ هَذَا الضَّحِكُ؟ قَالَ: فَمَا رُؤِيَ الْفَتَى ضَاحِكًا بَعْدَهُ قَطُّ.
يَعْنِي أَنَّ قَوْلَ الْحَسَنِ وَقَعَ فِي قَلْبِهِ فَتَابَ عَنِ الضَّحِكِ.
وَهَكَذَا كَانَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَكَلَّمُوا بِالْمَوْعِظَةِ، وَقَعَ كَلَامُهُمْ مَوْقِعًا، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِالْعِلْمِ فَيَنْفَعُ عِلْمُهُمْ غَيْرَهُمْ.
فَأَمَّا عُلَمَاءُ زَمَانِنَا فَإِنَّهُمْ لَا يَعْمَلُونَ بِعِلْمِهِمْ فَلَا يَنْفَعُ عِلْمُهُمْ غَيْرَهُمْ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا , أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَهُوَ يَضْحَكُ، دَخَلَ النَّارَ وَهُوَ يَبْكِي.
وَيُقَالُ: أَكْثَرُ النَّاسِ ضَحِكًا فِي الدُّنْيَا، أَكْثَرُهُمْ بُكَاءً فِي الْآخِرَةِ.
وَأَكْثَرُهُمْ بُكَاءً فِي الدُّنْيَا، أَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا فِي الْجَنَّةِ قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَرْبَعُ خِصَالٍ لَمْ يُبْقِينَ لِلْمُؤْمِنِ

اسم الکتاب : تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين المؤلف : السمرقندي، أبو الليث    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست