responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 98
العلم بل التوبيخ والازدراء عَلَى عقله وعقول أتباعه بأن أقول أن للآمال طرقا تسلك ووجوها توصل ووضع الأمل فِي وجه اليأس حمق ومعلوم أن هذه الملل التي قد طبقت الأَرْض أقر بِهَا شريعة الإسلام التي تتظاهرون بِهَا وتطعمون فِي إفسادها قد تمكنت تمكنا يكون الطمع فِي تمحيقها فضلا عَنْ إزالتها حمقا فلها مجمع كل سنة بعرفة ومجمع كل أسبوع فِي الجوامع ومجمع كل يوم فِي المساجد فمتى تحدثكم نفوسكم بتكدير هَذَا البحر الزاخر وتمحيق هَذَا الأمر الظاهر فِي الآفاق يؤذن كل يوم عَلَى مَا بين ألوف منابر بأشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمدا رَسُول اللَّهِ وغاية مَا أنتم عَلَيْهِ حديث
فِي خلوة أَوْ متقدم فِي قلعة أن نبس بكلمة يرمي رأسه وقتل الكلاب فمتى يحدث العاقل مِنْكُمْ نفسه بظهور مَا أنتم عَلَيْهِ عَلَى هَذَا الأمر الكلي الذي طبق البلاد فما أعرف أحمق مِنْكُمْ إِلَى أن يجيء إِلَى باب المناظرة بالبراهين العقلية.
فصل: قال المصنف والتهبت جمرة الباطنية المتأخرين فِي سنة أربع وتسعين واربعمائة فقتل السلطان جلال الدولة برقيارق خلقا منهم لما تحقق مذهبهم فبلغت عدة القتلى ثلثمائة ونيفا وتتبعت أموالهم فوجد لأحدهم سبعون بيتا من اللآلىء المحفور وكتب بذلك كتاب إِلَى الخليفة فتقدم بالقبض عَلَى قوم يظن فيهم ذلك المذهب ولم يتجاسر أحد أن يشفع فِي أحد لئلا يظن ميله إِلَى ذلك المذهب وزاد تتبع العوام لكل من أرادوا وصار كل من فِي نفسه شيء من إنسان يرميه بهذا المذهب فيقصيه وينتهب ماله وأول مَا عرف من أحوال الباطنية فِي أيام الملك شاه جلال الدولة أنهم اجتمعوا فصلوا صلاة العيد فِي ساوة ففطن بهم الشحنة فأخذهم وحبسهم ثم أطلقهم ثم اغتالوا مؤذنا من أهل ساوة فاجتهدوا أن يدخل معهم فلم يفعل فخافوه أن ينم عليهم فاغتالوه فقتلوه فبلغ الخبر إِلَى نظام الملك فتقدم يأخذ من يتهم فيقتله فقتل المتهم وكان نجارا وكانت أول فتكة لهم فتكهم بنظام الملك وكانوا يقولون قتلتم منا نجارا فقتلنا به نظام الملك واستفحل أمرهم بأصبهان فلما مات الملك شاه وآل الأمر إِلَى أنهم كانوا يسرقون الإنسان ويقتلونه ويلقونه فِي البئر وكان الإنسان إذا دنا وقت العصر ولم يعد إِلَى منزله أيسوا مِنْهُ وفتش الناس المواضع فوجدوا امرأة فِي دار لا تبرح فوق حصير فأزالوها فوجدوا تحت الحصير أربعين قتيلا فقتلوا المرأة وأحرقوا الدار والمحلة وكان يجلس رجل ضرير عَلَى باب الزقاق الذي فيه هذه الدار فَإِذَا مر إنسان سأله أن يقوده خطوات إِلَى الزقاق فَإِذَا حصل هناك جذبه من فِي الدار واستولوا عَلَيْهِ فجد المسلمون فِي طلبهم بأصبهان وقتلوا منهم خلقا كثيرا وأول قلعة تملكها الباطنية قلعة فِي ناحية يقال لها الروزباد من نواحي الديلم وكانت هذه القلعة لقماح صاحب

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست