responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 78
والآلام وأذى الحيوانات فَإِذَا رام العقل أن يعلل بالإنعام جاء تحقيق النظر فرأى أن الفاعل قادر عَلَى الصفاء ولا صفاء ورآه منزها بأدلة العقل عَن البخل الموجب لمنع مَا يقدر عَلَى تحصيله وعن العجز عَنْ دفع مَا يعرض لهذه الموجودات من الفساد فَإِذَا عجز عَن التعليل كان التسليم أولى وإنما دخل الفساد من أن الخلق اقتضاؤه الفوائد ودفع المضار عَلَى مقتضى قدرته ولو مزجوا فِي ذلك العلم بأنه الحكيم لاقتضت نفوسهم لَهُ التسليم بحسب حكمته فعاشوا فِي بَحْبُوحَة التفويض بلا اعتراض.
فصل: وقد وقف أقوام مَعَ الظواهر فحملوها عَلَى مقتضى الحس فَقَالَ بعضهم إن اللَّه جسم تعالى اللَّه عَنْ ذلك وهذا مذهب هشام بْن الحكم وعلي بْن منصور ومحمد بْن الخليل ويونس بْن عَبْدِ الرَّحْمَن ثم اختلفوا فَقَالَ بعضهم جسم كالأجسام ومنهم من قَالَ لا كالأجسام ثم اختلفوا فمنهم من قَالَ هو نور ومنهم من قَالَ هو عَلَى هيئة السبيكة البيضاء هكذا كان يَقُول هشام بْن الحكم وكان يَقُول إن إله سبعة أشبار بشبر نفسه تعالى اللَّه عَنْ ذلك علوا كبيرا وأنه يرى مَا تحت الثرى بشعاع متصل مِنْهُ بالمرئي قلت مَا أعجب إلا من حدة سبعة أشبار حتى علمت أنه جعله كالأدميين والآدمي طوله سبعة أشبار بشبر نفسه وذكر أَبُو مُحَمَّد النوبختي عَن الجاحظ عَن النظام أن هشام بْن عَبْدِ الحكم قَالَ فِي التشبيه فِي سنة واحدة خمسة أقاويل قطع فِي آخرها أن معبودة أشبر نفسه سبعة أشبار فان قوما قالوا أنه عَلَى هيئة السبيكة وأن قوما قالوا هو عَلَى هيئة البلورة الصافية المستوية الاستدارة التي من حيث أتيتها رأيتها عَلَى هيئة واحدة وقال هشام هو متناهي الذات حتى قَالَ إن الجبل أكبر مِنْهُ قَالَ وله ماهية يعلمها هو.
قَالَ المصنف: وهذا يلزمه أن يكون لَهُ كيفية أيضا وذلك ينقض القول بالتوحيد وَقَد استقرأه الماهية لا تكون إلا لمن كان ذا جنس وله نظائر فيحتاج أن يفرد منها ويبان عنها والحق سبحانه ليس بذي جنس ولا مثل لَهُ ولا يجوز أن يوصف بأن ذاته أرادته ومتناهية لا عَلَى معنى أنه ذاهب فِي الجهات بلا نهاية إنما المراد أنه ليس بجسم ولا جوهر فتلزمه النهاية قَالَ النوبختي وَقَدْ حكى كثير من المتكلمين أن مقاتل بْن سُلَيْمَان ونعيم بْن حماد وداود الحواري يقولون إن لله صورة وأعضاء.
قال المصنف: أترى هؤلاء كيف يثبتون لَهُ القدم دون الآدميين ولم لا يجوز عَلَيْهِ عندهم مَا يجوز عَلَى الآدميين من مرض أَوْ تلف ثم يقال لكل من ادعى التجسيم بأي دليل أثبت حدث الأجسام فيدلك بذلك عَلَى أن الاله هو الذي اعتقدته جسما محدثا غير قديم ومن قول المجسمة

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست