responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 337
التعريف لما دون الدينار وكأنه إنما أمره بالتصدق بِهَا لئلا يظن أنه قد أكرم بأخذها وأنفاقها وبإسناد عَنْ إبراهيم الخراساني أنه قَالَ احتجت يوما إِلَى الوضوء فَإِذَا أنا بكوز من جوهر وسواك من فضة رأسه ألين من الخز فاستكت بالسواك وتوضأت بالماء وتركتهما وأنصرفت قلت فِي هذه الحكاية من لا يوثق بروايته فَإِن صحت دلت عَلَى قلة علم هَذَا الرَّجُل إذ لو كان يفهم الفقه علم أن استعمال
السواك الفضة لا يجوز ولكن قل علمه فاستعمله وان ظن أنه كرامة وَاللَّه تعالى لا يكرم بما يمنع من استعماله شرعا إلا أن أظهر لَهُ ذلك عَلَى سبيل الامتحان وذكر مُحَمَّد بْن أبي الفضل الهمداني المؤرخ قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ كان السرمقاني المقرى يقرأ عَلِيّ بْن العلاف وكان يأوي إِلَى المسجد بدرب الزعفراني واتفق أن ابْن العلاف رآه ذات يوم فِي وقت مجاعة وَقَدْ نزل إِلَى دجلة وأخذ مِنْهُ أوراق الخس مما يرمي به أصحابه وجعل يأكله فشق ذلك عَلَيْهِ وأتى إِلَى رئيس الرؤساء فأخبره بحاله فتقدم إِلَى غلام بالقرب إِلَى المسجد الذي يأتي إليه السرمقاني أن يعمل لبابه مفتاحا من غير أن يعلمه ففعل وتقدم إليه أن يحمل كل يوم ثَلاثَة أرطال خبزا سميدا ومعها دجاجة وحلوى سكرا ففعل الغلام ذلك وكان يحمله عَلَى الدوام فأتى السرمقاني فِي أول يوم فرأى ذلك مطروحا فِي القبلة ورأى الباب مغلقا فتعجب وقال فِي نفسه هَذَا من الْجَنَّة ويجب كتمانه وأن لا أتحدث به فَإِن من شرط الكرامة كتمانها وأنشدني:
من أطلعوه عَلَى سر فباح به ... لم يأمنوه عَلَى الأسرار مَا عاشا
فلما استوت حالته وأخصب جسمه سأله ابْن العلاف عَنْ سبب ذلك وَهُوَ عارف به وقصد المزاح معه فأخذ يوري ولا يصرح ويكني ولا يفصح ولم يزل ابْن العلاف يستخبره حتى أخبره أن الذي يجده فِي المسجد كرامه إذ لا طريق لمخلوق عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْن العلاف يجب أن تدعو لابن المسلمة فإنه هو الذي فعل ذلك فنغص عيشه بأخباره وبانت عَلَيْهِ شواهد الإنكسار.
فصل: ولما علم العقلاء شدة تلبيس إبليس حذروا من أشياء ظاهرها الكرامة وخافوا أن تكون من تلبيسه روينا بإسناد عَنْ أبي الطيب يَقُول سمعت زهرون يَقُول كلمني الطير وذاك أني كنت فِي البادية فتهت فرأيت طائرا أبيض فَقَالَ لي يا زهرون أنت تائه فقلت يا شيطان غر غيري فَقَالَ لي أنت تائه فقلت يا شيطان غر غيري فوثب فِي الثالثة وصار عَلَى كتفي وقال مَا أنا بشيطان أنت تائه أرسلت إليك ثم غاب عني وبإسناد عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ القرشي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عمرو قَالَ حدثتني زلفي قالت قلت لرابعة العدوية يا

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست