اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 292
معاداة لله ولشرعه ولكن الناهين عَنْ ذلك مَا تفطنوا لما فعلوا أَخْبَرَنَا ابْن حبيب قَالَ نا ابْن أبي صَادِق نا ابْن باكويه قَالَ سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن خفيف يَقُول اشتغلوا بتعلم العلم ولا يغرنكم كلام الصوفية فاني كنت أخبىء محبرتي فِي جيب مرقعتي والكاغد فِي حزة سراويلي وكنت أذهب خفية إِلَى أهل العلم فَإِذَا علموا بي خاصموني وقالوا لا تفلح ثم احتاجوا إلي بعد ذلك وَقَدْ كان الإمام أحمد بْن حنبل يرى المحابر بأيدي طلبة العلم فيقول هذه سرج الإسلام وكان هو يحمل المحبرة عَلَى كبر سنه فَقَالَ لَهُ رجل إِلَى متى با أبا عَبْد اللَّهِ فَقَالَ المحبرة إِلَى المقبرة وقال فِي قوله عَلَيْهِ الصلاة والسلام: "لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضَرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" فَقَالَ أحمد إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم وقال أيضا إن لم يكن أصحاب الحديث الأبدال فمن يكون وقيل لَهُ أن رجلا قَالَ فِي أصحاب الحديث أنهم كانوا قوم سوء فَقَالَ أحمد هو زنديق وَقَدْ قَالَ الإمام الشافعي رحمه اللَّه إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال يوسف بْن أسباط بطلبة الحديث يدفع اللَّه البلاء عَنْ أهل الأَرْض.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز نا أَبُو بَكْر الخطيب ثنا عَبْدُ الْعَزِيز بْن عَلِيّ ثنا ابْنُ جهضم ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر ثنا أحمد بْن مُحَمَّد بْن مسروق قَالَ رأيت كأن القيامة قد قامت والخلق مجتمعون إذا نادى مناد الصلاة جامعة فاصطف الناس صفوفا فأتاني ملك فتأملته فَإِذَا بين عينيه مكتوب جبريل أمين اللَّه فقلت أين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مشغول بنصب الموائد لإخوانه الصوفية فقلت وأنا من الصوفية فَقِيلَ نعم ولكن شغلك كثرة الحديث.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: معاذ اللَّه أن ينكر جبريل التشاغل بالعلم وفي إسناد هذه الحكاية ابْن جهضم وكان كذابا ولعلها عمله وأما ابْن مسروق فأخبرني القزاز نا أَبُو بَكْر الخطيب حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر قَالَ سمعت حمزة بْن يوسف قَالَ سمعت الدَّارَقُطْنِيّ يَقُول أَبُو العباس بْن مسروق ليس بالقوي يأتي بالمعضلات.
ذكر تلبيس إبليس عَلَى الصوفية فِي كلامهم فِي العلم.
قال المصنف رحمه اللَّه: اعلم أن هؤلاء القوم لما تركوا العلم وانفردوا بالرياضيات عَلَى مقتضى آرائهم لم يصبروا عَنْ الكلام فِي العلوم فتكلموا بواقعاتهم فوقعت الأغاليط القبيحة منهم فتارة يتكلمون فِي تفسير القرآن وتارة فِي الحديث وتارة فِي الفقه وغير ذلك ويسوقون العلوم إِلَى
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 292