responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 276
سكينا وجعل يشرح لحم نفسه ويقول أنا مَا رأيت مثل هَذَا الجنون لصدق عَلَى هَذَا وإلا فانظروا إِلَى حال هَذَا المسكين وبما فعل بنفسه ثم يعتقد أن هَذَا قربة نسأل اللَّه العافية أَخْبَرَنَا أحمد بْن ناصر نا أحمد بْن عَلِيّ بْن خلف نا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ سمعت أبا بَكْر الداري يَقُول سمعت أبا الْحُسَيْن الريحاني يَقُول سمعت إبراهيم الخواص يَقُول رأيت شيخا من أهل المعرفة عرج بعد سبعة عشر يوما عَلَى سبب فِي البرية فنهاه شيخ كان معه فأبى أن يقبل فسقط ولم يرتفع عَنْ حدود الأسباب قلت هَذَا قد أراد أن يصبر عَنِ القوت أكثر من هَذَا وليس الصبر إِلَى هَذَا الحد وأن أطيق بفضيلة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أبي القاسم نا رزق اللَّه بْن عَبْدِ الْوَهَّاب نا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ سمعت جدي إسماعيل بْن نجيد يَقُول دخل إبراهيم الهروي مَعَ شبة البرية فَقَالَ يا شبه اطرح مَا معك من العلائق قَالَ فطرحتها كلها وأبقيت دينارا فخطا خطوات ثم قَالَ اطرح كل مَا معك لا تشغل سري قَالَ فأخرجت الدينار ودفعته إليه فطرحه ثم خطا خطوات وقال تطرح مَا معك قلت ليس معي شيء قَالَ بعد سري مشتغل ثم ذكرت أن معي دستجة شسوع فقلت ليس معي إلا هذه قَالَ فأخذها فطرحها ثم قَالَ امشي فمشينا فما احتجت إِلَى شبع فِي البادية إلا وجدته مطروحا بين يدي فَقَالَ لي كذا من عامل اللَّه بالصدق.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت كل هذه الأفعال خطأ ورمي المال حرام والعجب ممن يرمي مَا يملكه ويأخذ مالا يدري من أين هو وهل يحل لَهُ أخذه أم لا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حبيب أَبُو سَعْد بْن أبي صَادِق نا ابْن باكويه قَالَ سمعت نصر بْن أبي نصر العطار يَقُول سمعت عَلِيّ بْن مُحَمَّد المصري قَالَ سمعت أبا سَعِيد الخراز يَقُول دخلت البادية مرة بغير زاد فأصابتني فاقة فرأيت المرحلة من بعد فسررت بوصولي ثم فكرت فِي نفسي أني شكيت وأني توكلت عَلَى غيره فآليت أن لا أدخل المرحلة إلا أن حملت إليها فحفرت لنفسي فِي الرمل حفرة وواريت جسدي فيها إِلَى صدري فسمعت صوتا فِي نصف الليل عاليا يا أهل المرحلة إن لله وليا حبس نفسه فِي هَذَا الرمل فالحقوه فجاء جماعة فأخرجوني وحملوني إِلَى المرحلة.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت لقد تنطع هَذَا الرَّجُل عَلَى طبعه فأراد مِنْهُ مَا لم يوضع عَلَيْهِ لأن طبع ابْن آدم أن يهش إِلَى مَا يحب ولا لوم عَلَى العطشان إذا هش إِلَى الماء ولا عَلَى الجائع إذا

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست