اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 261
مكحول عَنْ رجل عَنْ أبي ذر قَالَ دخل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل يقال لَهُ عكاف بْن بِشْر التميمي الهلالي فَقَالَ لَهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عكاف هل لك من زوجة قَالَ لا قَالَ ولا جارية قَالَ لا قَالَ وَأَنْتَ مُوسِرٌ بِخَيْرٍ قَالَ وَأَنَا مُوسِرٌ قَالَ أَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ لَوْ كُنْتَ مِنَ النَّصَارَى لَكُنْتُ مِنْ رُهْبَانِهِمْ إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُزَّابُكُمْ فَمَا لِلشَّيَاطِينِ مِنْ سِلاحٍ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنْ تَرْكِ النِّسَاءِ" أَخْبَرَنَا ابْن الحصين نا ابْنُ الْمُذْهِبِ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر نا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ثني أَبِي ثني أيوب بْن النجار عَنْ طيب بْن مُحَمَّد عَنْ عطاء بْن أبي رباح عَنْ أبي هريرة قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَرَجِّلاتُ مِنَ النِّسَاءِ الْمُتَشَبِّهَاتُ بِالرِّجَالِ وَالْمُتَبَتِّلِينَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا نَتَزَوَّجُ وَالْمُتَبَتِّلاتُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي يَقُلْنَ ذَلِكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر نا عَبْد القادر بْن مُحَمَّد قَالَ نا أَبُو بَكْر الخياط نا أَبُو الفتح بْن أبي الفوارس نا أحمد بْن جَعْفَر الجيلي ثنا أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الخالق ثنا أَبُو بَكْر المروزي قَالَ سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّهِ أحمد بْن حنبل يَقُول ليس العزوبة من أمر الإسلام فِي شيء النبي عَلَيْهِ الصلاة والسلام تزوج أربع عشرة امرأة ومات عَنْ تسع ثم قَالَ لو كان بِشْر بْن الحارث تزوج كان قد تم أمره كله لو ترك الناس النكاح لم يغزوا ولم يحجوا ولم يكن كذا ولم يكن كذا وَقَدْ كان النبي عَلَيْهِ الصلاة والسلام يصبح وما عندهم شيء وكان يختار النكاح ويحث عَلَيْهِ وينهى عَنِ التبتل فمن رغب عَنْ فعل النبي عَلَيْهِ الصلاة والسلام فهو عَلَى غير الحق ويعقوب عَلَيْهِ السلام فِي حزنه قد تزوج وولد لَهُ والنبي عَلَيْهِ الصلاة والسلام قَالَ حبب إلي النساء قلت فَإِن إبراهيم بْن آدم يحكى عنه بأنه قَالَ لروعة صاحب عيال فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي وقال وقعنا فِي بنيات الطريق أنظر عافاك اللَّه مَا كان عَلَيْهِ نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ثم قَالَ لبكاء الصبي بين يدي أبيه يطلب مِنْهُ خبزا أفضل من كذا وكذا أنى يلحق المتعبد المتعزب المتزوج.
فصل: وقد لبس إبليس عَلَى كثير من الصوفية فمنعهم من النكاح فقدماؤهم تركوا ذلك تشاغلا بالتعبد ورأوا النكاح شاغلا عَنْ طاعة اللَّه عز وجل وهؤلاء وإن كانت بهم حاجة إِلَى النكاح أَوْ بهم نوع تشوق إليه فقد خاطروا بأبدانهم وأديانهم وإن لم يكن بهم حاجة إليه فأتتهم الفضيلة وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عنه عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا يأتي أحدنا شهوته ويكون لَهُ فيها أجر قَالَ: "أرأيتم لو وضعها فِي حرام أكان عَلَيْهِ وزر" قالوا نعم قَالَ: "وكذلك إذا وضعها فِي الحلال كان لَهُ أجر" ثم قَالَ: "أفتحتسبون الشر ولا تحتسبون الخير" ومنهم من قَالَ النكاح يوجب النفقة والكسب صعب وهذه حجة
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 261